إذا كنت قد فكرت يومًا في البدء في صناعة المحتوى على منصات مثل يوتيوب أو غيرها، ولكنك لم تكن متأكدًا من نوع المحتوى الذي يجب أن تقدمه، فهذه المقالة موجهة إليك.
قبل أربع سنوات تقريبًا، كنت مثل العديد من الأشخاص، مدمنًا على مشاهدة يوتيوب. كنت أستمتع بمشاهدة الفيديوهات من صناع محتوى مفضلين، وفي ذات الوقت، كنت أحلم بأن أصبح مثلهم، أن يكون لدي قناة خاصة بي، أقدم أفكارًا وأشارك مع جمهور يتفاعل ويشجعني.
تخيلت نفسي في هذا العالم، حيث أقدم محتوى مميزًا، أقرأ التعليقات المشجعة، وأرى عدد المشاهدات يرتفع. لكن، كما هو الحال في معظم القصص، كانت الحقيقة أصعب مما توقعت. عندما قررت أن أبدأ، كان السؤال الأصعب هو: "ما هو المحتوى الذي سأقدمه؟" بدأت أفكر في الأمر بجدية، وقررت أن أبدأ بتقديم فيديوهات عن الألعاب، لأنني كنت أحب الألعاب وأقضي ساعات طويلة في اللعب.
سجلت أول فيديو، ثم الفيديو الثاني، لكنني شعرت أنني لا أضيف شيئًا جديدًا يميزني. فقررت أن أغير الفكرة وأجرب تقديم السكتشات المضحكة. جربت تصوير بعض المقاطع القصيرة، لكنها لم تنجح. فانتقلت إلى محتوى الشروحات التقنية، ظننت أنها ستكون أكثر ملائمة لي، لأنني كنت أحب التكنولوجيا. لكن حتى هذا المحتوى فشل، وكنت كل مرة أبدأ فيها ثم أتوقف.
في النهاية، بدأت أشعر وكأنني عالق في دائرة من المحاولات الفاشلة، وكان التفكير في أن صناعة المحتوى ليست موجهة لي. مع مرور الوقت، أدركت أن المشكلة ليست في المحتوى نفسه، بل في طريقة اختياري له. قررت أن أغير استراتيجيتي بالكامل، وبدأت أقدم المحتوى الذي تشاهده الآن.
كيف تجد المحتوى الذي يناسبك؟
هنا يأتي دور التحليل الذاتي. اجلس مع نفسك، خذ ورقة وقلم، وابدأ في طرح الأسئلة التي تساعدك على اكتشاف ما تحب. على سبيل المثال، ما هو المحتوى الذي تحب مشاهدته؟ اذهب إلى سجل مشاهداتك على يوتيوب، وانظر إلى أنواع الفيديوهات التي تقضي وقتك في مشاهدتها. إذا كنت تجد نفسك تتابع محتوى معين بكثرة، فهذا قد يكون مؤشرًا على اهتمامك به.
على سبيل المثال:
- إذا كنت تتابع قنوات تقنية، ربما يمكنك تقديم محتوى تعليمي عن التكنولوجيا.
- إذا كنت تشاهد قنوات الرحلات والسفر، جرب توثيق رحلاتك حتى لو كانت داخل مدينتك. لكن لا تنسَ أن المحتوى الذي يعجبك ليس بالضرورة هو ما ستبدع فيه. هناك من يقدمون محتوى لأنهم يحبونه، وهناك من يقدمون محتوى لأنه يحقق لهم النجاح.
إذا كان هدفك هو النجاح على يوتيوب بشكل جاد، عليك أن تختار محتوى ناجحًا يناسب جمهورك، حتى وإن لم يكن شغفك الأساسي. إذا لم تنجح مع الطريقة الأولى، يمكنك دراسة السوق والبحث في يوتيوب الأجنبي. يوتيوب الأجنبي مليء بالأفكار والمحتويات التي لم تصل بعد إلى اليوتيوب العربي.
كيف تستفيد من الأفكار الاجنبية؟
الكثير من الناس يتجنبون هذا الخيار، معتقدين أن المحتوى الأجنبي ليس مناسبًا. لكن على العكس، إذا درست المحتوى الأجنبي، ستتمكن من تقديمه بطريقتك الخاصة، بصوتك، وبإضافة لمساتك المميزة في المونتاج. والأهم من ذلك، أن العديد من الفيديوهات على يوتيوب هي في الأصل مقلدة، وعند البحث في القنوات الكبرى، سترى أن هناك بعض الفيديوهات التي تحتوي على أفكار مشابهة، ولكن مع بعض التعديلات الطفيفة.
إذا كنت تبحث عن محتوى مبتكر ومختلف، تأكد من أنك تستطيع إضافة لمساتك الخاصة، حتى لو كانت الفكرة نفسها مستوحاة من محتوى آخر. الفكرة ليست في أن تكون أصليًا بالكامل، بل في تقديم شيء مبتكر يتناسب مع جمهورك.
ماذا لو لم تنجح مع كل هذه الطرق؟
في هذه الحالة، فكر في مهاراتك الشخصية. ما الذي تجيد فعله؟ إذا كنت تجيد المونتاج، يمكنك تقديم محتوى تعليمي يشرح أدوات وبرامج المونتاج. إذا كنت تحب القراءة، قدم محتوى يلخص الكتب بطريقة شيقة ومبسطة. وإذا كنت تحب مشاركة يومياتك وتجاربك، قدم فيديوهات تحكي فيها عن حياتك وأفكارك.
بهذه الطريقة، ستتمكن من اختيار محتوى يعبر عنك ويحفزك على الاستمرار. تذكر أن البداية ليست سهلة، ولن تجد طريقك من المحاولة الأولى. ربما ستواجه الكثير من العقبات، لكن إذا كنت مستعدًا للتجربة والتعلم من أخطائك، لا تتردد في البدء.